معيارية الاقتصاد الإسلامي بين الموضوعية العلمية والأخلاق

الملخص

        تقدم الدراسة إجابات مختصرة ومركزة عن التساؤلات المقدمة حول معيارية الاقتصاد الإسلامي والتي تتمحور حول بنائه وأسسه، وهل الاقتصاد الإسلامي اقتصاد أخلاقي، أم هو اقتصاد علمي، وبضوء هذا تم بيان أن الاقتصاد الإسلامي يعتمد في بنائه على منظومة قيمية أخلاقية ضخمة جداً يسعى من خلالها لضبط سلوك الإنسان الذي سيتفاعل في تحريك النشاط الاقتصادي، والذي بدوره سيؤدي إلى نشوء ظاهرة اقتصادية سواء أكانت إيجابية أو سلبية ( والمنظومة القيمية الأخلاقية تضبط تفاعل الإنسان للوصول إلى ظاهرة اقتصادية إيجابية).

        ثم يقوم الاقتصاد الإسلامي بالاعتماد على قواعد التحليل العلمية – والتي قد تشترك مع ما وضعه علماء الاقتصاد الوضعي بالشكل الذي لا يتصادم مع القواعد والأصول العامة للشريعة الإسلامية-  وبناء على هذا كله يسعى الاقتصاد الإسلامي إلى الوصول بالاقتصاد إلى  ما يجب أن يكون عليه واقعياً ومثالياً، بناء على المنظومة الأخلاقية، والتحليل العلمي للظواهر والمشكلات الاقتصادية، لأنه يرى أنه لا يمكن أن يقوم النظام الاقتصادي على العلمية بمعزل عن القيم والأخلاق، كما لا يمكن أن يقوم على القواعد الأخلاقية والعاطفية فقط.