فن الإبيجراما العربية القديمة النشأة ــ البناء
Abstract
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد ...
لا يمكننا أن ننكر فضل العلماء القدامى والباحثين المحدثين الذين أشبعوا الأدب العربي دراسة وتمحيصاً من كل الجوانب وقد تراوحت هذه الدراسات بين النقدية والبلاغية والأدبية ...لكننا نجد أنَّ عبقرية الأدب العربي القديم وأدباؤه أوجبت علينا الإيغال فيها ، وقد وجدنا أنفسنا ننجرف إلى هذا الموضوع ( فن الإبيجراما العربية القديمة ، النشأة ـ البناء ) بعد قراءة كتاب جنة الشوك ( طه حسين ) وكتاب بناء قصيدة الإبيجراما في الشعر العربي الحديث ( أحمد المراغي ) ومن هنا عزمنا في الانطلاق إلى كتابة هذا البحث المتواضع ، وتناولت دراسة الإبيجراما والبحث عن أصولها ولكن في الأدب العربي القديم وكان الحصول على المخطوطة الفريدة ( بفضل الله ) كتاب أدب الغرباء لأبي الفرج الأصبهاني والذي نشره الدكتور صلاح الدين المنجد 1972 ، سبباً لهذا البحث .
وهذه الدراسة ليست باليسيرة فلم أجد ـ فيما أعلم ـ أي مصدر للبحث يتصل بهذا الموضوع ، فقمت بإيضاحه ودراسته مع رصد الرؤى الفنية والشعرية لفن الإبيجراما من خلال ديوان أدب الغرباء الذي يمثل بدوره أول تجربة في الإبيجراما الشعرية والنثرية في الأدب العربي القديم حتى وإن لم يحمل اسمه ولم يعي أصحابه به وبخصوصيته .
ويعد فن الإبيجراما واحداً من أطول الأجناس الأدبية عمراً لأن جذوره تمتد إلى قرون ما قبل المسيح ، وإنَّ لأدبنا العربي أن يتحدث عن شيوع هذا اللون منذ ما يربو على ألفية وبضعة قرون ، وما كتاب ( أدب الغرباء ) إلا نموذجاً له نظائر كثيرة لمن أراد التحري والاستقصاء والبحث ، عن هذه الأُنقوشات.
إن البحث عن تقنيات هذا الجنس الأدبي فيما نرى ، إنما يبدأ من التأمل في نشأة هذا الفن وأصوله ، وبناءه الفني وهذا ما تود هذه الدراسة أن تحاول القيام به مع ديوان أدب الغرباء ، لأبي الفرج الأصبهاني .
ويتكون البحث من فصلين ، الفصل الأول يتناول المصطلح والماهية من حيث التعريف والتاريخ والتحديد .
الفصل الثاني : وقف عند البنية اللغوية وبناء الصورة الشعرية .
وسبق ذلك مقدمة وتمهيد وانتهى بالخاتمة وثبت المصادر والمراجع .