علم الكلام وضرورات التجديد

Authors

  • الدكتور الكوري السالم المختار الحاج كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة قطر

Abstract

حينما نتناول موضوع التجديد ندخل في أكثر المصطلحات التباسا في الوقت الراهن لغياب الحد الجامع المانع من جهة ، وما يعتور تحديد المصطلح من شطط لدى البعض من جهة أخرى ، مما يوقع الدارس في مشكل معرفي ومنهجي  يحتاج قدرا من الدقة والتحري للفكاك منه ، ويزداد المشكل صعوبة حينما يتعلق الأمر بعلم الكلام لاختلاف الرؤى حوله ، وتباين التوجهات  بين من يراه آلية للإرتقاء بالفكر البشري وتثمين قدراته ، ووسيلة مثلى للدفاع عن العقائد الإيمانية ، وبين من يراه عبئا معيقا أقحم الفكر العقدي في متاهات فلسفية وحجاج وجدل عقيم ،  وبين هذا الموقف وذاك يتسع الخرق ويستشري الخلاف ، ولكنني رغم هذه المعيقات سأتناول موضوع " التجديد في علم الكلام : وهل هو عبء مرهق أوضرورة واقعية " تحتاجها الأمة في عالم اليوم، حيث أن "التجديد" في معناه الاصطلاحي  لا يبتعد عن الدلالة المعجمية للفظ و{ "جدد" الشيء صيره جديدا ويقال جدد العهد وثوبا لبسه جديدا و" تجدد" الشيء صار جديدا والضرع ذهب لبنه ،واستجد الشيء صار جديدا والشيء استحدثه وصيره جديدا }[1]والتجديد في علم الكلام لا نقصد به بعث ما اندرس من قضاياه ومصطلحاته ،كما قد تشي بذلك دلالة المركب الإضافي ، بل التجديد المطلوب هو تكييف علم الكلام مع المتطلبات والتحديات الفكرية المعاصرة حتى يكون مؤهلا لمجابهتها بما يتطلبه ذلك من تسلح بالوسائل والآليات المنهجية والمعرفية ، وعلم الكلام من العلوم الإسلامية المعروفة وقد عرفه ابن خلدون بأنه {علم يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية بالادلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة[1]} وللمتكلمين سابقتهم في الدفاع عن الحق ومجابهة خصومه ، ومع ما تميز به علم الكلام من دقة وتجريد ، وما تميز به المتكلمون من كفاءة معرفية ومنهجية إلا أن نتاج تلك الحقب يبقى قاصرا عن مجابهة ما يطرحه الفكر البشري من إشكالات في عالم اليوم ،وهذا ما يجعل التجديد المرتبط بعلم الكلام حاجة وضرورة . ولتناول هذه الموضوع بقدر ما يسمح به المقام ،

 

 

 

 

 

Downloads

Published

2020-01-11

Issue

Section

Articles