المسؤولية الجزائية عن الاعتداء بطي حق النسيان الرقمي

Abstract

يسعى الفرد في المجتمع دوماً على تحقيق مصالحه واهدافه، الا أنه كثيراً ما تتعارض هذه المصالح مع مصالح افراد آخرين من نفس المجتمع، ولهذا السبب وجد القانون ليعمل على ايجاد توازن اجتماعي يكفل كل المصالح عن طريق تحديد الشروط والظروف التي تكون فيها مصلحة الفرد اولى بالرعاية من المصالح الاخرى، وبالتالي فإن القانون يمنح الفرد قدرة او سلطة تسهل له تحقيق مصالحه المشروعة وهذه السلطة هي الحق.

وقد كان لوسائل الحفظ في البيئة التقليدية ما من شأنها ان تجعل النسيان امراً طبيعياً يأتي تلقائياً بعد فترة من الزمن، فيجد الفرد التوازن النفسي اللازم للتوافق مع الوسط الخارجي المحيط به، ليأتي النسيان ليطوي صفحة الماضي.

لَقد كانْ لظهورِ شَبكة الإنترنت الأثر البالغ في حياةِ المُجتمعات والشعوب، فأضحى استعمالها في شتى مَجالات الحياة، وأصبحَ بإمكانِ عددٍ كبيرٍ من الأفرادِ التعامل مع هذه التَقنية، بيسرٍ وسهولة، وأن هذه الشبكة ذاكرتها مطلقة لا يمكن لما يخزن ان ينمحي بشكل يسير فجعلت النسيان امراً صعباً، فالمواقع الالكترونية تتبع تحركات مستخدميها وتجمع بياناتهم وتخزنها وتحتفظ بها لمدة غير محددة، وتتيح هذه البيانات باستمرار رغم أن هذه المعلومات والبيانات قد تكون قديمة او غير صحيحة، الا انها تبقى متاحة وهذا من شأنه ان يسبب للشخص ضرراً بالغاً ونتيجة لذلك ظهر مفهوم الحق في النسيان الرقمي.

          ومن خلال هذا الحق ذو الاصل الاوربي يمكن للافراد حذف المعلومات التي يعتقدون أنها تسبب لهم ضرراً في حياتهم الاجتماعية، فيكون لهم ازالة المعلومات والبيانات الشخصية من الملفات والمواقع الالكترونية ومحركات البحث المختلفة عبر شبكة الانترنت.